إن الشباب هو ربيعنا فمثلما لا خير في أرض ربيعها خريف أو شتاء, كذلك لا خير في أمة شبابها كهولة. فإذا كان الشيوخ خريف حياتنا فالشباب ربيعها. ومن حقنا أن ننعم به متفجرا من أعماقنا, كما ننعم بالربيع متفجرا من أحشاء الأرض, فلا نحول بلابلنا غربانا.
إن ثروة الشباب في حضارتنا هي في صفاء بصره وبصيرته, وفي مضاء عزيمته والتي
لولاها لما جرى مركب في بحر, ولا شيد حجر فوق حجر, ولا انطلق جناح في الفضاء, أي علم ترعرع بين الناس ولم يكن ثورة على جهل ألفه الناس فأحبوه واستسلموا له؟ كل
اختراع ثروة. كل اكتشاف ثروة. كل فكرة جديدة ثروة وهذه الثروات هي التي بها تتجدد
الحياة من يوم ليوم, ومن جيل لجيل.
فيا شبابنا, انت الثروة التي أين منها الذهب الأسود والأصفر, وكل ما تنتجه أرضنا من ثماروحبوب؟ وحري بنا ان نستثمر هذه الثروة إلى أقصى حد. ويقيني أن ما في دم شبابنا من حرارة, وما في عقله من اتزان, وما في قلبه من إيمان بالعدل والإخاء والحرية لكفيل بأن يقطع بنا شوطا بعيدا نحو الحضارة.